لمرات متعددة نكتب عن صعوبة حسم الصراع عسكريا .. و التوازن القائم بفعل الخارج و سلبية الغالبية من السكان.
استمرار الاقتتال إنما هو استمرار للعدوان على الشعب من الداخل و الخارج على السواء .. و كلا طرفي الصراع مسئولان عن تدمير البنى التحتية و إضعاف الدولة و تدمير مؤسساتها و تفكيك الوحدة الوطنية بنقل الصراع إلى المجتمع بوصوله إلى داخل القرى و مختلف التجمعات السكانية.
و كلا طرفي الصراع يفتقدان للمشروعية السياسية و الدستورية و الشعبية، و هما معا في نظر الشعب لا يستحقان التقدير و لا الاحترام و يفتقدان لأبسط المعارف السياسية و القواعد الناظمة لها.
فهما يخسران الشعب و يدمران المجتمع و الدولة وفق تحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية .. أصبح الجميع يعلم هذا الأمر.
مزيد من الاقتتال الداخلي يعني مزيد من التفريط بالسيادة و التدخل الخارجي إلى حد أن الخارج أصبح يحدد سلوك الحكومة و الجماعات والأحزاب و يختار ممثليها في الحوار، و له أوامره تجاه الخطاب الإعلامي.
و الأفضل للجميع إيقاف الحروب و العدوان على الشعب و اعتماد سلسلة من الحوارات و المساومات بتوسيع الحضور من المستقلين و الشخصيات النزيهة التي لم تتلوث يدها و لا سمعتها.
و هنا يكون إنقاذ الوطن (الأرض و الشعب) بإيقاف سريع لكل العمليات العسكرية، و تشكيل حكومة وحدة وطنية من عناصر تكنوقراط لمدة عامين تتولى تهيئة المناخ للانتخابات الرئاسية و البرلمانية و مراجعة الأهم من بنود الاتفاقات السابقة و التأكيد عليها بتوافق جديد لتتشكل من كل هذا أجندة سياسية تعيد بناء الدولة و تحقق الاستقرار والسلم الأهلي.
و هنا يكون الحوار في وضع بدائل متعددة و متنوعة في الترتيبات السياسية لصيغة الدولة و امتدادها محليا وفق أفضل التجارب السياسية عالميا.
صفوة القول .. لابد من الرشد السياسي لوقف العدوان و الاقتتال و من ثم لملمة الجراح و إعادة البناء، و حتى لا يكون اليمن ساحة للآخرين يتقاتلون فيه بأياد يمنية و يكون اليمن محل سخرية الخارج في نفس الوقت..؟
نعم من اجل لليمن .. و لرفع كرامة اليمنيين وتعظيم حقوقهم الوطنية والسياسية.